تزوجي برازيلياً


Image
  صورة لاعب منتخب البرازيل كاكا مع زوجته كارولين
 في المقال الاستثنائي للكاتبة الدكتورة بدرية البشر «لا تتزوجي سعودياً» الذي جاء كجزء ثانٍ لمقالها «تزوج سعودية» تعرض بأسلوبها الساخر الصادق وضع السعوديات المخجل في قضايا الزواج والطلاق والحضانة والنفقة وذلك في ظل غياب محاكم الأسرة وقانون الأحوال الشخصية الذي ينظم هذه القضايا.

ولأن كاتبتنا الجميلة طلبت من السعوديات ألا يتزوجن سعودياً تفادياً لهذه المآسي، لم تطرح لنا بديلاً، وجدت البديل في الرجل البرازيلي إذ كنت شاهدةًً على فصول قصة طلاق بنكهة برازيلية في الأشهر الماضية. زميلنا المستشار البرازيلي كان يمر بأزمة الطلاق وكنت كلي أذان مرهفة وقلب منفطر حين عرفت عن قانون الأسرة الحاضر في بلادهم، الغائب في بلادنا.

في البرازيل يستطيع أي من الطرفين البدء بإجراءات الطلاق بتوكيل محامٍ يرفع الأوراق لمحكمة متخصصة في قضايا الأسرة، وعلى أثرها يطلب القاضي، أو القاضية، مقابلة الزوجين ليستفسر عن الأسباب ويحاول الصلح بين الطرفين، ثم يعطيهم مهلة لمراجعة هذا القرار لسنة كاملة يكونان فيها منفصلين لكن الزوجة تبقى في بيت الزوجية حتى وإن لم تكن حاضناً. وإذا مرت السنة وما زال الطرفان على رأيهما في إتمام إجراءات الطلاق، تنظر المحكمة للمدخرات والممتلكات التي تم الحصول عليها خلال فترة الزواج وتقوم بتقسيمها مناصفة بين الزوجين حتى وإن كانت هذه الممتلكات مكتسبة من عمل الرجل وحده، وإذا كانت الزوجة حاضناً فهي تستحق البيت كاملاً من دون مناصفة، وتنتقل حضانة الأطفال للأم مباشرة إلا إذا تنازلت عنها بطيب خاطر. ويتم اقتطاع ١٥ في المئة- ٣٠ في المئة، بحسب عدد الأطفال، من راتب الأب وتودع في حساب الأم بشكل أتوماتيكي. إضافة إلى تحمل الأب التأمين الطبي للأطفال ومصاريف التعليم ومصاريف أي نشاطات لا صفّية. وإذا تأخر الأب في دفع أي من هذه المستحقات تستطيع الأم ببلاغ واحد في مركز الشرطة من القبض على الأب المتهرب وتخييره بين الدفع أو الحبس. أما إذا كانت الطليقة غير حاضن فمن حقها نفقة مستقطعة من راتب المطلق تصرف منها على نفسها حتى تجد لها وظيفة أو عائل وتتراوح هذه الفترة من سنة إلى ثلاث سنوات.

الرجل السعودي المحسود من رجال العالمين، هو سيد الموقف في الزواج والطلاق والنفقة والحضانة، فالسعودي الرجل الوحيد على وجه الكرة الأرضية الذي لا يحتاج إلى وجود الطرف الآخر عندما يريد إنهاء العلاقة المقدسة بالطلاق. هكذا، الطلاق يتم غيابياً والزوجة آخر من يعلم حتى وصل الأمر إلى أن إحداهن عرفت بأمر طلاقها برسالة جوال من طليقها «فلانة أنت طالق، ورقتك في المحكمة». والرجل السعودي يتزوج ثانية وثالثة والزوجة لن تعلم أبداً. الرجل السعودي يطلق ويمكث في بيت الزوجية والزوجة تخرج حتى وإن كانت حاضناً. الرجل السعودي يطلق ولا يلزم بدفع نفقة المتعة للمطلقة أو نفقة الأطفال، بل يجب أن «تتمرمط» الطليقة في أروقة المحاكم لسنين لا عدد لها لتحصل على صك نفقة غير ملزم للرجل ولا يتم اقتطاع النفقة من راتبه كما هو معمول في اقتطاع قرض البنك. الرجل السعودي وحده المتمتع بمزايا الطلاق المجاني، هذا ما جعل كاتبتنا العزيزة تشجع على الزواج من سعودية وتنهى عن الزواج من سعودي.

وإذا كان الزواج من برازيلي صعباً لبعد المسافة بين شبه الجزيرة العربية وأميركا اللاتينية، فلن نذهب بعيداً، تزوجي خليجياً أو مصرياً أو تونسياً أو مغربياً أو شامياً أو تركياً وستجدين غيرهم الكثير من الجنسيات التي حفظت فيها حقوقك كزوجة ومطلقة وحاضن بوجود محاكم الأسرة هناك وبتشريع قانون للأحوال الشخصية، بينما لا يزال مشروع هذا القانون يعلوه الغبار على طاولة مجلس الشورى منذ عام ٢٠٠١ وحتى اليوم انتظاراً لإقراره.

نشر في صحيفة الحياة

الأربعاء ٢ مايو ٢٠١٢

18 thoughts on “تزوجي برازيلياً

  1. أهلا و سهلا. اسمي أندريا و أنا أتعاون مع المجلة الرقمية -عيش- و أريد أن أترجم مقالته إلى اللغة الإسبانية لتظهر فيها. يمكن إعطاء موافقتها؟ شكرا جزيلا.

  2. رائعـــــــه هي كلماتك حقا وفي الصميم أتمنـــــى أن تصل كلماتك الى المعنين بالامر فيسمعون ويعقلون ويباشرو التغيير

  3. ومن سيسمح للسعودية بالضبط الزواج من غير سعودي ؟؟؟ حتى الزواج من سعودي لا يتم إلا بتراضي جميع أفراد القبيلة و العشيرة!!!

  4. لكل انسان اختيار في حياتة
    لكن في مجتمعي نعاني من التخلف الفكري والانحطاط الخلقي للاسف

  5. جميع هذه القوانين الوضعية ضد المجتمع فلو قلنا ان من حق المطلقة نصف ثروة الزوج بأي حق خصوصا اذا كانت لا تعمل الموضوع يحتاج الى تفصيل ليس بهذه الصورة التي طرحتها الكاتبة فجميع ما عرض هو ضد الرجل ولأجل ذلك نرى قلة العلاقات الزوجية في المجتمعات الغربية بسبب هذه القوانين .

  6. واجب الرجل ان يعمل والزامي ان ينفق على زوجته من الشرع
    فالمال بما انه الزامي من الدين لايعتبر ماله وحده حتى بعد طلاق المرأه تعتبر شريكه من يوم الزواج الى يوم الطلاق

  7. ياأبنة الأكرمين الزواج والطلاق والنفقة وغيرها من أمور العائلة لها شروط وضوابط حسب الفقة الأسلامى قد يخطئ البعض فى تطبيقها ولكن يبقى العيب بنا وليس بها, أما الغرب فهناك أصبح الكثير منهم لايحبذ فكرة الزواج لأقتناعهم بعدم عدالة قوانينهم الوضعية

  8. اتفق مع رأي الاخ عروبي فالعيب فيمن يطبق الشريعة الاسلامية وليس في الشريعة نفسها ونصيحة لا تفتتني بما لدي الغرب من قوانين ظاهرها رحمة وباطنها العذاب والدمار الاجتماعي الذي يصل بهم الي الهاوية ولكن لا يوجد ما يمنع وضع هذه القوانين في الحسبان مع تطبيق ما يناسب مجتمعاتنا ومحاولة اصلاح انفسنا ليخرج من بيننا من تنصلح علي يدية احوالنا

  9. الأستاذة الجميلة منال .. هل صحيح أنك تزوجتي برازيليا فعلا؟ ان كان الجواب بنعم هل يمكنك كتابة موضوع بالخطوات اللازمة والافضل لإجراءات الزواج من أجنبي ؟ معلومات كهذه مخفية ومغيبة تماماً وكأن هناك جهات تتعمد إخفاءها حتى لا نكون على بينة .. شكرا على كل ماتقدمينه من جهود لدعم المرأة السعودية

    1. حين كتبت هذا المقال لم يكن يدر بخاطري أنني سأتزوج نفس الشخص الذي كتبت عنه.. بالنسبة للزواج من غير سعودي معقد جدا لدرجة أنك ستفقدين الأمل قبل حدوث ذلك.. وبإذن الله سأكتب عن تجربتي بالتفصيل حين تحين الظروف.. ولو سمحتي لي بالايميل أستطيع أن أراسلك بالتفاصيل بشكل شخصي

  10. وأنا ايضا استاذة منال.. اريد منك الخطوات اللازمة لإجراءات الزواج من أجنبي اذا امكن.. لأني قررت الموافقة على طلب الزواج المقدم لي.

  11. مقال رائع
    و انا ولله الحمد اعلنت عنوستي منذ سن صغيرة, منذ ايام مراهقتي و انا ضد الرجل السعودي الفاشل المنحط.
    العنوسة افضل بملايين المرات من العيش مع مثل هذه الأشكال مدى الحياة.
    لكن الذي يسئ الى سمعة بقاء البنت الى 30 دون زواج هو المجتمع الفاشل نفسه.
    قريباً ذاهبة لإكمال دراستي في الخارج, ادعي لي بالزواج من برازيلي و التخلص من مجتمعات البؤس xD

  12. ما أدري ليش احس كلنا نفسيات والله لا نساء ولا رجال الكل نفسيه معقدين كرهتونا بأنفسنا

    قبل فترة كاتب ناسي اسمه كاتب مقال تزوج مغربية والحين منال كاتبة تزوجي برازيلياً

    ياخي تزوجوا على كيفكم بس لاتكرهونا في بعض 😦

  13. للأسف اعتقد انه يوجد فئة من الناس تأثرت بالغرب كثيرا واصبح جل امرهم ان يعيشوا تجربة الغرب بكل حذافيرها ومنهم من عاش سنين في الغرب ولكن مما اعتقد انه قد تظهر عندهم مشكلة عند عودتهم الى الوطن وهي كيف يستطيع ان يتعايش بالطريقة والقيم السابقة التي كان يعيشها في ظل الانفتاح الكبير الذي تأثر بهي في الغربة فيصبح معلقا بين امرين اما ان يهاجر الى الغرب ويعيش هنالك ويترك اهله ومجتمعه لكي لا يصطدم بأمور مسلم بها لن يقبلها مجتمع محافظ وفيها خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها فبالتالي يرى ان ينبذ المجتمع بالكامل والبقاء في الغربة اسهل له وهي حالات اعتقد نادره واما ان يدمر مجتمعه الأصلي او مرجعه وهم الأغلبية بفرض تلك القيم والتجربة والحياه التي عاشها بغثها وسمينها على مجتمعنا لكي يستطيع ان يتعايش فيه مدمرا بذلك جميع القيم والأعراف وحتى قد تصل الى ان يحارب الأمور الشرعية المسلم بها او الالتفاف على النصوص والآيات في سبيل الحصول على اتباع او على الأقل افراز شريحة من المجتمع تتبنا نفس الأفكار لكي يستطيع العيش بداخلها وتشكيل جبهة داخل ذلك المجتمع (باختصار مثل عمل الفيروس في الجسد لا يقصد ان يدمر الجسم لان الجسد بالنسبة له هو الحاضن ولكن للأسف يقوم بتدميره في الأخير)

  14. في ظل هذا القانون المعمول به في البرازيل وفي الدول الغربية نتجت عنه مآسي وابتزازات كثيرة وانخفاض ظاهر في نسبة الزواج لخوف الشباب من الزواج أو لتخوف العائلة الثرية من إن يرد إليها خاطب فقير لابنتهم أو خاطبة فقيرة لولدهم، وليس غرض الخاطبين الزواج فحسب بل غرضهما في إن يفوز كل منهما بهذه المكاسب المادية من وراء هذا الزواج، كما نتج عن هذا الزواج تحايلات قانونية تشيب لها الرؤوس من جراء تصاعد كبير في مستوي الجريمة بين الزوجين، التي تنشر أخبارها كل يوم، وتؤثر سلبياتها على الأطفال الذين قد يتشردون من جرائها.
    وقد نشرت مؤخرا في احدي مدن ولاية بارانا إخبار جريمة مروعة وهو إن الزوج حمل زوجته وألقاها من شرفة الدور التاسع الذي يسكنه وصرح للصحفيين إن السجن أحب إليه من معاشرة هذه المرأة التي أبتزته طويلا باسم الزواج.

Leave a comment