قصة مريم العتيبي كاملة


*تحديث: لكل المكذبين،  هذه القصة نقلها لي مصدر موثوق وقريب من مريم على لسان مريم وطلب نشرها.. من عنده القصة من الطرف الآخر فلينقلها للجميع.. لكن للأسف المجرم حر طليق والمظلوم في الزنازين.. 

** تحديث: القبض على مريم كان العاشرة والنصف مساء وليس صباحاً

“لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا”

اليوم هو الإثنين ٢٠ رجب ١٤٣٨هـ  الموافق ١٧ إبريل ٢٠١٧ م

الساعة هي العاشرة والنصف مساءً

المكان هو الناصرية،  الرياض

كان مساءاً هادئاً أخيراً، جلست مريم متوشحة بسواد عبائتها ونقابها خلف شاشة جهاز الدفع. أكملت أسبوعاً واحداً فقط في وظيفتها الجديدة ككاشيرة رغم شهادتها الجامعية.. لا يهم،  المهم أنها أخيراً تنعم باستقلاليتها في سن التاسعة والعشرين،  كإمرأة بالغة عاقلة راشدة مكلفة، رغم ما تقوله عنها أوراقها الرسمية التي لا تعترف إلا بأنها قاصر.. 

دخل المكان رجلان وامرأة كانوا ينادونها بالسجًّانة..

“أنت مريم العتيبي؟ “

“نعم”

“يلا يلا بسرعة أمشي معانا، إنت مطلوبة”

“ليش، ايش التهمة؟”

“هناك بلاغ ضدك بالهروب والتغيب عن المنزل ولدينا أمر بالقبض عليك وإعادتك للمنزل” 

“لكن منزلي هنا في الرياض، نقلت من أسبوع وهذا مكان عملي ولن أرجع لمنزل أهلي”

تم القبض على مريم أمام الجميع وفي مكان عام وكأنها مجرمة هاربة من السجن، وتمت مصادرة مفاتيح منزل مريم في الرياض، وتم تفتيش المنزل بالكامل ومصادرة جميع محتوياته الشخصية، ومصادرة جوالها وحاسبوها المحمول، حتى ملابسها! في التحقيق ذكروا لها أن والدها قدم ضدها بلاغ (هروب وتغيب عن المنزل) وأنه سيتم إرسالها لسجن الرسّ في القصيم، لكن مريم ما تزال قابعة في سجن الملز في الرياض تحت ذمة التحقيق.

جوالها وحاسوبها المحمول الآن في حوزة هيئة التحقيق والادعاء العام في  منطقة الرياض.

 لماذا تم القبض على مريم في مكان عملها بتهمة الهروب ؟ ولماذا تم تغيير التهمة خلال أيام إلى: “الإخلال بالنظام العام”؟ من هي مريم؟ وماهي قصتها الحقيقية؟

IMG_8517

مريم ناصر خلف العتيبي، كانت تعيش مع عائلتها حياة هادئة وطبيعية، حتى ثلاث سنوات مضت. حين بدأ أخوها (م) الذي يصغرها بعام واحد في فرض قوانين متشددة عليهم في المنزل بدعوى أن المنزل يجب تطهيره، وحرّض أخاه الأصغر (يوسف) للالتحاق بداعش وحدث ذلك في عام ٢٠١٣ وهو في عمر الثانية والعشرين. قاطعهم القريب والبعيد من العائلة بعد معرفتهم بالتحاق أحد ابناءهم بداعش. بعد ثلاثة أشهر فقط،  نشر أحد المنتمين لداعش خبر قتله في أحد غارات النظام السوري ونشر صورة من جواز سفره على حسابه في تويتر. 

تحول (م) لوحش ضاري يهدد صارخاً (يجب أن أطهر بيت الشهيد)، قاصداً يوسف! كانت مريم تقف بشجاعة ضد تشدده الأعمى، وكانت الإجابة الضرب والتعنيف والتهديد منه. ولأن والدهم هو (ولي أمر) أخواته -مع التحفظ على مسمى ولي الأمر لنساء بالغات عاقلات- توجه بالتهديد والضغط على والده لتعنيف البنات وإلا (سألتحق بداعش أنا الآخر). 

جمعت مريم شجاعتها بعد تعرضها لضرب مبرح، وتقدمت ببلاغ لشرطة الرس ضد أخيها المعنف مقدمة تقرير المستشفى الذي يثبت ذلك، ويكتب (م) تعهداً، لكن تعود مريم لنفس البيت الذي يعيش فيها معنفها، لينتقم منها بالمزيد من التهديد والأذى النفسي، وتحريض والدهم  وأخاهم الأكبر عليها،  حتى تتنازل عن الشكوى في الشرطة. وتصلها رسائل نصية من (م) والأخ الأكبر مليئة بالقذف والتهديد بالقتل. لم يكن منها إلا أن تقدمت ببلاغ ثاني مقدمة الرسائل النصية كدليل ضد معنفيها، وياللحسرة! تتم إعادة مريم لنفس البيت. 

وجدت مريم ملجأً لها في تويتر لتوثيق قضيتها،@MERiAM_AL3TEEBE ‏كتبت عن ما تتعرض له من عنف أسري في حسابها حين لم تنصفها الجهات المختصة، وأُتهِمت بالكذب وأن حسابها مزور، لتضع صورة جواز سفرها إثباتاً. ما جعل معنفها (م) يصاب بالجنون ويطلب أن تتوقف عن الكتابة في تويتر وأن تحذف صورة جواز سفرها الذي يظهر وجهها العيب، ففي وطني يجب أن تظلي صامتة، وأن تختفي عن الوجود ليسلم شرف العائلة المجيد. (م) يعود لتحريض والده لتقديم شكوى عقوق ضدها إن لم تتنازل عن القضيتين. رفضت مريم التنازل عن قضيتها وحقها. تحت كل هذه الظروف التي تتعرض لها امرأة وحيدة خالية الوفاض من قانون يحميها. في نوفمبر من عام ٢٠١٦، وفي خضم المشاكل، تصلها مكالمة من شرطة الرس مدعين أنها بخصوص بلاغ القذف والتهديد الذي تقدمت به. لتتفاجأ عند وصولها لمركز الشرطة بإيداعها سجن النساء بسبب قضية (عقوق) قدمها والدها ضدها لأنها رفضت السكوت عن التجاوزات ضدها. هنا اشتعل تويتر وتحولت قضية مريم المعنفة ،التي دخلت السجن بينما ينعم معنفها بالحرية، إلى قضية رأي عام.. وخرجت بعد أيام حرة كريمة لتعود للمرة الثالثة والأخيرة لبيت معنفيها..

لم تتوقف مريم عن الكتابة وعن البحث عن مخرج من منزلهم  طوال الفترة الماضية. ولي تواصل مباشر معها! هالني كيف تخلت عنها هيئة حقوق الإنسان وكل الأبواب التي طرقتها. الكل قال لها: “قضية عائلية لا نستطيع التدخل فيها”.

بعد ستة أشهر من خروجها من سجن الرس، دبرت لنفسها سكن ووظيفة كاشيرة في الرياض، حزمت ملابسها ومتعلقاتها الشخصية القليلة وخرجت من المنزل بلا عودة.

“إن لم تنصفني الدنيا، سأنصف نفسي وأخرج من هذا العذاب”.. خرجت لا تلوح على شيء، تاركة خلفها رسالة لوالدها: “تركت لكم المنزل للأبد، فأرجو أن تتركوني في حالي”. 

نعود لمريم الآن.. في غرفة التحقيق في هيئة التحقيق والادعاء العام في  منطقة الرياض.. تسأل المحقق (ف. ن. ع) (أتحفّظ على اسمه)

“ايش قضيتي؟”

“هروب من المنزل”

“ترى أنا ما راح أرجع”

“آه، إنت شكلك مطولة عندنا”

ذكرت له مريم سبب تركها للمنزل والتعنيف الذي تعرضت له على يد أخيها ووالدها، رفض المحقق كتابة هذه المعلومات في ملف القضية. طلبت مريم أن يكتب مكان مقر عملها وشقتها في الرياض، رفض أيضاً وأصر أن يكتب أن مكان إقامتها هو منزل أهلها في القصيم. وبعد جدال كبير، كتب عن مقر عملها فقط. 

بعد أن مكثت مريم أياماً عديدة في سجن الملز، لم تتوقف خلالها من المسائلة عن تهمتها، ذكروا لها أخيراً أنها (تغيُّب عن منزل والدها ونشاطها الحقوقي علـى تويتر).

تمكنت مجموعة من الحقوقيات السعوديات من إيجاد محامي (ع. م.) لتولي قضية مريم. وعندما اطّلع على ملف القضية، كانت الإدارة المختصة بملف مريم العتيبي هي (وحدة قضايا الإخلال بالنظام العام بالرياض)-رقم القيد (٤١٥٢٩). اختفى المحامي هو الآخر بعد معرفته بتغيُّر مجرى القضية.

مريم الآن، مازالت قابعة في السجن. محاولة مستميتة لرفض حقها في تحديد مصيرها والعيش باستقلالية. قضية مريم اليوم هي أحد الشواهد الصارخة ضد الظلم الذي يقع على المرأة السعودية في كل مكان في وطننا الكبير.. قضية مريم تتحدث بصوت عال، وتصرخ، لتعطي صوتاً لآلاف القصص المنسية التي لم تجد لها تويتر أو شهود ينقلونها لنا.. 

ماذا ستفعلين لإيقاف الظلم؟

١- غيري صورة حساباتك لصورة #كلنا_مريم_العتيبي

File 5-13-17, 1 53 19 PM

٢- استخدمي هاشتاق #كلنا_مريم_العتيبي وانشري قصة مريم الآن

٣- أرسلي برقية من جوالك إلى الديوان الملكي ومكتب وزير الداخلية أسوة بما فعلته بقية النسويات السعوديات وهنا نصها:C-qFCRMWsAM8SLP (1).jpg

الحرية لمريم ولكل نساء وطني

C_JI4GYWAAEJoAF (1)

Leave a comment